نتائج الشارقة في دراسة التقدم الدولي في القراءة للعام 2021
مؤشر إيجابي لمستقبل التعليم
كشف تقييم التقدم المحرز في الدراسة الدولية لقياس مدى التقدم في القراءة للعام 2021 (PIRLS)، عن مؤشرات واعدة لمستقبل التعليم في إمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة. حيث أظهرت هذه الدراسة الدولية، التي ركزت على معرفة القراءة والكتابة لطلبة الصف الرابع، أن المتعلمين في الشارقة -بشكل عام- قد أدوا أداءً حسناً، كما ذكرت هيئة الشارقة للتعليم الخاص. وقد “حققت المدارس الخاصة في إمارة الشارقة 519 نقطة، وتصدرت نتائج الدراسة الدولية لقياس مدى التقدم في القراءة (PIRLS 2021)، التي تقيس أداء القراءة في أنحاء العالم جميعها، متجاوزة بذلك المستوى العالمي المحدد عند 500 نقطة. ومع اقتراب إنجازات المدارس الخاصة في الشارقة من مثيلاتها في دول مثل ألمانيا وفرنسا، فقد سجلت دولة الإمارات العربية المتحدة أعلى الدرجات من بين الدول العربية المشاركة جميعها “.
وتسلط هذه النتائج المشجعة من الدراسة الدولية لقياس مدى التقدم في القراءة للعام 2021 في الشارقة الضوء على جودة التعليم المتميز في الإمارة. كما تعكس الاستثمار الكبير لحكومة الشارقة في قطاع التعليم على مر السنوات السابقة، وتؤكد على أن هذه الاستراتيجية قد حققت النجاح المنشود.
وتمثل نتائج الدراسة الدولية لقياس مدى التقدم في القراءة للعام 2021 في الشارقة مؤشراً واعداً للتطور المستقبلي للتعليم في الإمارة، حيث تحافظ حكومة الشارقة على التزامها الراسخ بتوفير تعليم ذي جودة للطلبة، وهذا ما تؤكده نتائج الدراسة للعام 2021، حيث آتى هذا الالتزام أٌكله.
وقد قامت الشارقة بإطلاق العديدة من المبادرات، التي تعزز من الاستعداد للقراءة، بالإضافة إلى دعم ثقافة القراءة، ومن ضمنها:
معرض الشارقة الدولي للكتاب: يعدُّ معرض الشارقة الدولي للكتاب أكبر معرض للكتاب في الشرق الأوسط، وهو حدث سنوي يقام في نوفمبر. ويقدم المعرض مجموعة واسعة من الكتب من مختلف الأنواع والبلدان، ويوفر المعرض منصة متميزة للطلبة؛ لاستكشاف الأعمال الأدبية الجديدة، والتفاعل مع قرَّاء آخرين.
تحدي الشارقة للقراءة: يشجع تحدي الشارقة للقراءة الطلبة في الإمارة على تحديد أهداف القراءة، واستكمال عدد معين من الكتب في إطار زمني محدد، ضمن مسابقة سنوية للقراءة. ويفوز الطلبة المشاركون بجوائز متنوعة، مثل: الكتب، وبطاقات الهدايا، والمنح الدراسية، مما يحفزهم على القراءة على نطاق أوسع.
مكتبة الشارقة العامة: تفخر إمارة الشارقة بشبكة من المكتبات العامة المنتشرة في جميع أنحاء الإمارة، والمعروفة باسم مكتبة الشارقة العامة. وتقدم هذه المكتبات موارد شاملة، بما في ذلك الكتب، والمجلات، والصحف، وأماكن الحواسيب، والوصول إلى الإنترنت، حيث يمكن للطلبة الاستفادة من موارد المكتبة؛ لتحسين مهاراتهم في القراءة باللغة العربية.
وتجسد هذه المبادرات التزام الشارقة بتعزيز القراءة باللغة العربية بين طلبتها، وتهدف حكومة الشارقة من خلال تعزيز ثقافة القراءة، وتوفير الوصول إلى الموارد الأدبية المتنوعة، إلى تزويد الطلبة بالمهارات والمعارف اللازمة لتحقيق النمو الأكاديمي والتميز.
إضافة إلى ذلك، كان لهيئة الشارقة للتعليم الخاص تأثير كبير في تحسين جودة التعليم الخاص في إمارة الشارقة، من خلال إنشاء إطار تنظيمي شامل لتقييم أداء المدارس، وتحديث المناهج بطريقة تتماشى مع المعايير الدولية، ودعم الابتكار في التعليم، بما في ذلك تمويل البحث، والتطوير، والموارد، والتدريب المدرسي، وتوفير تدريب التطوير المهني للمعلمين لتحسين مهاراتهم ومعارفهم وتلبية احتياجات طلبتهم بشكل أفضل.
لكن رغم النتائج الإيجابية للدراسة الدولية لقياس مدى التقدم في القراءة للعام 2021 في الشارقة، لا يزال هناك مجال للتحسين، ويمكن للمدارس القيام بمجموعة متنوعة من التحسينات؛ لضمان استمرارية مستويات التعليم عالي الجودة:
1. تطوير برنامج شامل لمهارات القراءة والكتابة: ويتم ذلك من خلال التعاون مع التربويين ومنسقي المناهج لتأسيس برنامج ذي جودة، يتوافق مع المعايير الوطنية. إضافة إلى التأكيد على تحسين فهم القراءة، وتطوير المفردات، ومهارات التفكير النقدي، ودمج مجموعة واسعة من مواد القراءة الجاذبة: الكلاسيكية منها والمعاصرة، لتلبية اهتمامات الطلبة المتنوعة.
2. توفير فرص للنمو المهني: تنظيم جلسات منتظمة لتطوير المهارات المهنية لمعلمي اللغة العربية؛ لتعزيز ممارساتهم التعليمية، وتوفير التحديثات اللازمة حول استراتيجيات تعليم القراءة بناءً على نتائج أحدث البحوث التربوية، مع التركيز على تقنيات تعليم القراءة الفعّالة ، وأساليب التقييم، وتوجيه التعليم المتميز وفقاً لتنوع المتعلمين باختلاف مستوياتهم التعليمية، وخلفياتهم المعرفية والثقافية، وقدراتهم اللغوية.
3. تعزيز مجتمعات التعلم التعاوني: تشجيع التعاون بين معلمي اللغة العربية من خلال إنشاء مجتمعات التعلم المهنية، حيث توفر هذه المجتمعات منصات لتبادل أفضل الممارسات، ومناقشة التحديات، وتبادل الأفكار لتحسين تعليم القراءة والكتابة باللغة العربية، وتنظيم الاجتماعات، وورش العمل، وملاحظات الأقران بشكل منتظم، لتعزيز ثقافة التحسين المستمر.
4. تنفيذ التعليمات المبنية على الأدلة: الاستفادة من نتائج الدراسة الدولية لقياس مدى التقدم في القراءة للعام 2021، وبيانات التقييم الأخرى لتحديد المجالات، التي تتطلب تحسين مهارات القراءة والكتابة باللغة العربية. إلى جانب وضع خطط عمل تعتمد على البيانات، وتستهدف احتياجات محددة، وتتبع التقدم بمرور الوقت، وتحليل بيانات التقييم بانتظام لاتخاذ قرارات تعليمية مستنيرة، ورصد نمو الطلبة.
5. زرع ثقافة القراءة: وذلك من خلال تعزيز ثقافة القراءة باللغة العربية على مستوى المدرسة، وتنظيم حملات للقراءة، ومعارض للكتب، وزيارات للمؤلفين، لإثارة اهتمام الطلبة بالأدب العربي. إضافة إلى التعاون مع أولياء الأمور والمجتمع المحلي والمكتبات العامة؛ لإنشاء شراكات تشجع على القراءة.
6. دعم أنشطة لغوية إثرائية: تشجيع الأنشطة اللامنهجية، التي تركز على إثراء اللغة العربية، مثل: مسابقات الشعر، ونوادي المناظرات، وفعاليات رواية القصص، وورش الكتابة. حيث توفر هذه الأنشطة فرصاً إضافية للطلبة للتفاعل مع اللغة العربية، وتعزيز مهاراتهم اللغوية.
7. توفير الموارد والتكنولوجيا: التأكد من امتلاك المدارس لمجموعة متنوعة من الكتب العربية: الورقية والرقمية على حد سواء، تلك التي تشمل مختلف الموضوعات ومستويات القراءة. بالإضافة إلى الاستثمار في موارد التكنولوجيا، بما يشمل التطبيقات التعليمية، والمكتبات الرقمية، ومنصات تعلم اللغة، لتعزيز تعليم القراءة والكتابة باللغة العربية، وتقديم تجارب تعلم مشوقة.
8. تعزيز مشاركة أولياء الأمور: إنشاء قنوات اتصال فعّالة مع أولياء الأمور؛ لإبقائهم على اطلاع بتقدم أبنائهم في مهارات القراءة والكتابة باللغة العربية. إلى جانب تنظيم ورش عمل وندوات لأولياء الأمور حول دعم مهارات القراءة والكتابة باللغة العربية في المنزل، وتشجيع أولياء الأمور على إنشاء بيئات ثرية لغوياً، والانخراط في الأنشطة، التي تعزز مهارات اللغة العربية.
9. إيجاد بيئة تعليمية داعمة: تعزيز البيئة التعليمية الإيجابية والشاملة، التي تحتفي باللغة والثقافة العربية، عبر تشجيع المبادرات التي يقودها الطلبة، التي تبرز إنجازاتهم في مهارات القراءة والكتابة باللغة العربية، مثل النوادي الأدبية وحلقات القراءة أو الفعاليات، التي تركز على اللغة. إلى جانب توفير الموارد والدعم للطلبة الذين يواجهون صعوبات لضمان حصولهم على التدخلات المستهدفة والمساعدة الإضافية.
10. مراقبة التقدم وتقييمه: مراقبة فعالية مبادرات مهارات القراءة والكتابة باللغة العربية، المطبقة في المدرسة بشكل مستمر وتقييمها. والسعي للحصول على ملاحظات من المعلمين والطلبة وأولياء الأمور؛ لتقييم تأثير الاستراتيجيات التعليمية، وإجراء التعديلات اللازمة. إضافة إلى استخدام دورة التحسين المستمر لتطوير برامج مهارات القراءة والكتابة باللغة العربية، وضمان تحقيق التحسين المستدام.
والآن بصفتك والداً، كيف يمكنك دعم طفلك لقراءة المزيد من الكتب والاستمتاع بها؟
1. تعزيز ثقافة القراءة: يمكن لأولياء الأمور تنمية ثقافة القراءة في المنزل من خلال توفير مجموعة متنوعة من الكتب والمواد باللغة العربية. ويمكنك إنشاء مكتبة منزلية أيضاً، أو زيارة المكتبات المحلية لتعريف أطفالك بالمؤلفين ومختلف أنواع الكتب والموضوعات، مما يعزز شغفهم للقراءة باللغة العربية.
2. القراءة بصوت مرتفع والمشاركة في المناقشات: يجب على أولياء الأمور المشاركة بانتظام في جلسات القراءة بصوت مرتفع مع أطفالهم باللغة العربية، ولا تعزز هذه الممارسة المهارات اللغوية فحسب، بل تعزز فهمهم ومفرداتهم وتفكيرهم النقدي أيضاً. إضافة إلى تشجيع المناقشات حول القصص والشخصيات والموضوعات؛ لتعزيز فهم وتحليل أعمق.
3. تكريس وقت يومي للقراءة: كرّس وقتاً محدداً لطفلك كل يوم ليقرأ باللغة العربية بشكل مستقل، وشجعه على اختيار الكتب التي تهمه وراقب تقدمه. وتساعد هذه العادة في تطوير مهارة القراءة بطلاقة، وتوسيع المفردات، وتعزيز مهارات الفهم.
4. قدوة حسنة: يجب على أولياء الأمور أن يكونوا قدوة لأطفالهم من خلال قراءة الكتب والمواد الأخرى باللغة العربية. من المرجح أن يحاكي الأطفال سلوك والديهم. لذا، فإن مشاهدة الأهل وهم يقرؤون باللغة العربية ستحفز الأبناء على تقليدهم.
5. دعم أنشطة اللغة العربية: حث الأطفال على المشاركة في الأنشطة، التي تعزز القراءة والكتابة باللغة العربية، مثل: مهرجان الشارقة القرائي للطفل، ومسابقات الكتابة، أو الانضمام إلى نوادي اللغة العربية المحلية. توفر هذه الأنشطة فرصاً إضافية للأطفال للتفاعل مع اللغة، وتعزز من مهاراتهم، وتنمي شعورهم بالفخر بتراثهم العربي.
6. متابعة التقدم المحقق وتقديم الملاحظات: راقب تقدم طفلك بانتظام في القراءة باللغة العربية، وقدِّم له تعليقات بنَّاءة، واحتفل بإنجازاته، وقدِّم الدعم والتشجيع له عند تناول الجوانب، التي تحتاج إلى تحسين. إن هذه المشاركة تعكس أهمية القراءة باللغة العربية، وتشجع على النمو المستمر.
7. التعاون مع المعلمين: يجب أن تحافظ على تواصل مفتوح مع معلمي اللغة العربية لطفلك؛ لتبقى على اطلاع بمدى تطوره، ولتحدد المجالات التي تتطلب الاهتمام. كما ينبغي العمل مع المعلمين لدعم تنمية معارف الطفل في القراءة والكتابة باللغة العربية، وتنفيذ استراتيجيات تتماشى مع التدريس في الفصل الدراسي.
8. الاستفادة المناسبة من التكنولوجيا: تطويع التطبيقات التعليمية، ومنصات الإنترنت، والأدوات التفاعلية، التي تركز على القراءة والكتابة باللغة العربية. توفر هذه الموارد خبرات تعلم تفاعلية وجاذبة، مما يساعد الأطفال على تعزيز مهارات القراءة لديهم، ودمج التكنولوجيا بشكل هادف.
9. التأكيد على قيمة اللغة العربية: يتم ذلك من خلال إبراز أهمية اللغة العربية وجمالها، وأنها لغة القرآن الكريم، وتسليط الضوء على آدابها الغنية، وتراثها الثقافي، وغرس الشعور بالفخر والتقدير نحوها، وتحفيز الأطفال على استكشافها والتميز فيها، وتطوير مهاراتهم المعرفية في القراءة والكتابة باللغة العربية.
10. تعزيز بيئة ثرية لغوياً: إنشاء بيئة تشجع على استخدام اللغة العربية في المحادثات اليومية، مثل: مناقشة الروتين اليومي، وطرح الأسئلة، وتبادل الخبرات. تساعد هذه البيئة اللغوية الأطفال على ممارسة مهاراتهم باللغة العربية، وتنمية ثقتهم باستخدام اللغة.
وفي الختام، تعد نتائج الدراسة الدولية لقياس مدى التقدم في القراءة للعام 2021 في الشارقة، مؤشراً لمستقبل ميمون للتعليم في الإمارة، حيث تكرس حكومة الشارقة جهودها لتوفير تعليم عالي الجودة لطلبتها، وهذا ما تؤكده نتائج الدراسة، فمن خلال العمل المتناغم بين صناع القرار وأولياء الأمور والمعلمين يمكن ضمان حصول طلبة الشارقة جميعهم على فرصة التفوق في القراءة.
تعمل د. هبة نسيبة أستاذاً مساعداً في دبلوم الدراسات العليا في التعليم في أكاديمية الشارقة للتعليم. وتمتلك خبرة واسعة تمتد لأكثر من 15عاماً في التدريس في مجالات التعلم عن بعد، والتعلم وجهاً لوجه. حيث عملت في تدريس مساقات الدراسات العليا في “جامعة ولاية بنسلفانيا” في الولايات المتحدة الأميركية وفي الجامعة الأمريكية في فلسطين.
عملت د. نسيبة في بداية حياتها المهنية معلمةً في مدرسة التكنولوجيا في فلسطين، وكانت عضوة في فريق التطوير المدرسي لمناهج الرياضيات واللغة الإنجليزية والعلوم. كما أنشأت أيضاً مبادرة تعاونية لصفوف 9 و10 و11 مع مدرسين وطلبة من ولاية نيو مكسيكو في الولايات المتحدة لتعلم البرمجة عن بُعد.
عملت د. نسيبة أيضاً معلمةً في مشروع “شبكة المدارس النموذجية” الممول من قبل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، الذي أسهم في إعداد المعلمين لاستخدام التكنولوجيا، وتعزيز مهاراتهم في الحاسوب والمهارات التقنية.
كما درّست كمحاضر في أقسام تكنولوجيا المعلومات وإدارة الأعمال في جامعة القدس، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة جنوب فلوريدا. تمحورت أطروحتها حول تصورات أعضاء هيئة التدريس عن عملية الانتقال من التدريس وجهاً لوجه إلى التدريس عبر الإنترنت، حيث ركزت على تجربة التعلم عن بعد لأعضاء هيئة التدريس.