سلطان القاسمي يشهد انطلاق الدورة الـثانية لقمة الشارقة الدولية لتطوير التعليم
الشارقة في27 فبراير/ وام/ شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح اليوم انطلاق فعاليات الدورة الثانية من قمة الشارقة الدولية لتطوير التعليم تحت شعار “توظيف الابتكار والبحث والتكنولوجيا لتطوير التعليم”، وذلك في مقر أكاديمية الشارقة للتعليم بالمدينة الجامعية.
تستهدف القمة التي تنظمها أكاديمية الشارقة للتعليم بالتعاون مع هيئة الشارقة للتعليم الخاص ومؤسسة كارنيجي للنهوض بالتعليم، استكشاف أبرز الأدوات والتقنيات المستخدمة في علم التحسين المعني بتطوير الأنظمة التربوية، إضافة إلى الوقوف على دور كلٍ من المعنيين بالقطاع التعليمي، والأدوار الإدارية، والمواد التعليمية، والقواعد والإجراءات المتبعة وتأثيرها على بعضها البعض وذلك باستخدام أدوات المنهج التجريبي للخروج بمعارف جديدة من شأنها أن تسهم في تحسين الظروف التعليمية والأداء التربوي.
بدأ حفل الافتتاح بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، ألقت بعده الدكتورة محدثة الهاشمي رئيسة هيئة الشارقة للتعليم الخاص رئيسة أكاديمية الشارقة للتعليم كلمة قدمت فيها الشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة لتشريفه افتتاح القمة، واهتمام سموه الدائم والمتواصل بالقطاع التعليمي بإمارة الشارقة وتحسينه وتطويره.
وأشارت رئيسة هيئة الشارقة للتعليم الخاص إلى جهود صاحب السمو حاكم الشارقة في مسيرة الإمارة المضيئة بشكل عام، والتعليم الذي عمل سموه على تطويره وجعله تجربة فذّة مشرقة وتناولت أربعة دروس ومفاهيم رسخها سموه عبر منهجية علمية ومدروسة ليستمد منها كل من يعمل في قطاع التعليم، التجارب .. الأول.. التحسين الذي يجب أن يهدف إلى الارتقاء بمستوى تحصيل الطالب، ويرتبط بضرورة تحسين المنظومة التّعليمة ككل بدءاً من الغرفة الصفية التي يقوم العمل فيها على ثلاث جهات هي المعلم، والمنهج، والطالب، الأمر الذي يتطلب دعم فريق متخصص يفهم احتياجات الميدان ويسند المعلم لتنتقل العملية التعليمية من النظام التقليدي إلى التعليم الجاذب.. والثاني: تحسين البيئة المدرسية أولويةٌ سواءٌ تجميل المبنى المدرسي وفصولِه وليس انتهاءً بتحسين الطريقِ من المنزلِ إلى المدرسة والعمل على جعل الرحلة اليوم مطمئنةً لولي الأمرِ، جاذبةً للطالبْ.. والثالث: تقدير المعلّمِ وبذل الجهد والمال للاستثمار في تأهيله، ومن هنا جاء برنامج “معلّمٌ وأفتخرُ” الذّي يُؤهلُ ويُدرب المعلمين ليحمِلوا الأمانَة، والمَكرمة السخيّةُ بإنشاء أكاديمية الشارقة للتعليم والتّي أصبحت مركزاً متخصصاً لتحسين وتطوير مهارات المعلم.. أما الدرس الرابع: فهو المثابرة والمتابعة القريبة والوقوف على أدق التفاصيل رعاية لأبنائنا الطلبة.. إذ كلّ تلميذ ابنٌ لنا وهو فردٌ من أُسرتنا “.
ونوهت الدكتورة محدثة الهاشمي إلى أن هذه القمة أتت بناءً على توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة خلال فعاليات مؤتمر “مستقبلِ التعليم” الذي عُقد العام الماضي، لتحويل المؤتمر إلى قمة دولية تشارك فيها الهامات التربوية بهدف تطوير وتحسين التعليم.
وثمنت سعادة ماريانا نيسيلا سفيرة جمهورية فنلندا لدى الدولة في كلمتها التعاون الكبير والشراكة المميزة في مجالات التعليم وتحسينه بين جامعة هلسنكي في فنلندا وإمارة الشارقة، وذلك لتقديم أفضل الممارسات لفائدة الطالب والمعلم، مع ضمان تمكين اللغة العربية والهوية الإماراتية.
وتناولت سفيرة جمهورية فنلندا عدداً من المجالات التعاونية التي ستسهم في تطوير العملية التعليمية بأركانها المختلفة، والتي تظهر حجم الاهتمام ببيئة التعليم، مثل تدريب المعلمين، وبرامج الطفولة المبكرة، والقيادة التربوية، لافتةً إلى أن الاستثمار في التعليم المبكر يهدف إلى تشجيع مشاركة الطفل، إلى جانب البحوث العلمية التي تقيس جودة التعليم، وتجنب التحديات في المستقبل.
ونوهت ماريانا نيسيلا إلى أهمية مساهمة الوالدين والمدربين والتواصل بينهما، وهو ما يشجع النمو السليم للأطفال، ممتدحة تجربة إمارة الشارقة في تطوير وتحسين التعليم عبر الاهتمام بتجربتها الخاصة.
وأعرب الدكتور تيموثي نولز، رئيس مؤسسة كارنيجي للنهوض بالتعليم في كلمته عن سعادتهم كمؤسسة متخصصة في التعليم، لمشاركة إمارة الشارقة برامجها الطموحة لتطوير وتحسين التعليم، والتي أثمرت العديد من الجوانب المشرقة التي يمكن البناء عليها في المستقبل.
و أشار رئيس مؤسسة كارنيجي للنهوض بالتعليم إلى التعاون المثمر مع الشارقة في مجالات تحقيق الأهداف المرسومة لتحسين التعليم العام، وتوفير حلول لتحديات التعليم الكبرى والصعبة، والاستفادة من الابتكار والتصنيف الدقيق للمؤسسات العلمية ما يسهم في تطوير تجربتها.
و تناول تيموثي نولز خلال كلمته عددا من الإحصائيات والبيانات للبحوث التربوية التي أشرفت عليها المؤسسة، مؤكداً أهمية بناء أنظمة تعليمية تركز على النتائج وليس الوقت، وتطوير المهارات السلوكية والإدراكية وتبني أدوات التعليم المتقدمة في المدارس.
بعدها تحدث زاك أيجيل، الطالب القادم من الولايات المتحدة الأميركية كنموذج للطلبة المؤهلين في تحسين التعليم، عن أهمية عملية التحسين في التعلم والتعليم للمتعلم، وطموحه كطالب في ذلك، داعياً بقية زملائه إلى مساعدة المعلمين والتطوير الذاتي.
وشاهد الحضور عرضاً حوارياً قدمته الطالبتان عائشة إبراهيم الحوسني، وفاطمة الأميري من مدرسة تريم الأميركية الخاصة بالشارقة، تناولتا فيه جهود هيئة الشارقة للتعليم الخاصة وأكاديمية الشارقة للتعليم في تطوير البيئة التعليمية والعمل على تحسينها، مما انعكس على مستويات الطلبة في مدارس إمارة الشارقة الخاصة، كما ألقت الطفلة ريان العبيدلي من روضة مدرسة الإبداع العلمي بالشارقة كلمة بالنيابة عن طلبة إمارة الشارقة، عبرت فيها عن شكرها إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، على دعم سموه الكبير للطفولة في مختلف المجالات، وتشجيع سموه الأطفال على القراءة وحب العلم، مما جعل الشارقة منارةً للتعليم.
وشهد صاحب السمو حاكم الشارقة، في ختام حفل الافتتاح، توقيع وثيقة إطلاق مركز التميز لتطوير التعليم، وهو مركز بحثي تطبيقي يهدف لدراسة أفضل الممارسات العالمية في التعليم التي حققت التميز في ظل التغييرات المستمرة في هذا القطاع وتحويلها إلى أدوات وممارسات متميزة للميدان التربوي، كما يسعى المركز لوضع أهداف قصيرة وطويلة المدى تركز على بناء القدرات وتحفيز الابتكار، واستشراف مستقبل التعليم للوصول إلى أساليب التعلم الجاذبة والفعالة.
تم توقيع الوثيقة بين أكاديمية الشارقة للتعليم، وهيئة الشارقة للتعليم الخاص، ومؤسسة كارنيجي للنهوض بالتعليم، ووقعها كل من الدكتورة محدثة الهاشمي رئيسة الأكاديمية، وعلي الحوسني مدير الهيئة، والدكتور تيموثي نولز رئيس المؤسسة.
كان صاحب السمو حاكم الشارقة قد اطلع قبيل انطلاق حفل الافتتاح على عدد من المشروعات الطلابية المتميزة التي قدمها مجموعة من طلبة المدارس والأكاديمية، واستمع إلى شرح حول هذه النماذج التعليمية التي عكست إبداع وابتكار مصمميها بما قدمته من تسهيل وتحسين للعملية التعليمية في حين تم عرض فيلم قصير عن مركز التميز لتطوير التعليم تناول أهدافه ورسالته والمجالات التي يستهدفها.
ودشن صاحب السمو حاكم الشارقة أربعة فصول دراسية هجينة، كإضافة مميزة للمرافق الدراسية بأكاديمية الشارقة للتعليم، واطلع خلال جولته على التجهيزات التقنية الحديثة التي توفر للفصول تقديم تجربة صفية تفاعلية تضمن إشراك الطلاب المتواجدين في الفصول والمشاركين عبر الإنترنت بذات الكفاءة، بما يتناسب مع الاحتياجات التربوية المتنوعة ويسهم في رفع مستوى الأداء داخل الفصول الدراسية.
و استمع سموه خلال جولته إلى شرح مفصل حول الأنظمة الذكية الحديثة المستخدمة داخل الفصول والتي ستمكن كلاً من أعضاء هيئة التدريس والطلاب في المسار الأكاديمي من استخدام تقنيات وأدوات التعلم بكفاءة عالية، حيث تتمتع تلك الأنظمة بمرونة يمكن معها إضافة تعديلات وفقاً لمتغيرات تكنولوجيا التعليم والتعلم في المستقبل.
وتم تجهيز كل من الفصول الدراسية بثلاث شاشات تفاعلية عالية الدقة، والألواح البيضاء الذكية وهي منصات إلكترونية تدعم عملية التواصل بين المعلم والطالب، إضافة إلى كاميرا لقراءة الملفات، وكاميرا تتبع للمعلم عالية الدقة، وكاميرا صفية عالية الدقة، وميكروفونات متعددة الإشارة، وإضاءة يمكن التحكم بها إلكترونياً، وأنظمة تحكم لتطبيقات التعليمية المرئية، وغيرها.
و يتم دمج جميع تلك التقنيات في توليفة متناغمة في الواجهة الخلفية لنظام التحكم الذكي باستخدام أجهزة الصوت والفيديو وأجهزة المزج.
وتضمنت فعاليات اليوم الأول من القمة عدداً من الجلسات النقاشية وورش العمل والعروض التقديمية التي تناولت مجموعة من الموضوعات ذات الصلة بتحسين المدارس، والبحث العلمي، وتكنولوجيا التعليم (Edtech).
وشملت الجلسات: “تطوير زيارات المتابعة والتدقيق لتحسين البيئة التعليمية”، و”قيادة ثقافة النمو والتطور”، و”التقييم الذاتي وتحسين المدارس بعد جائحة كوفيد-19″، و”استخدام الذكاء الاصطناعي وآلات التصوير الصفّية”، و”عمليات تحسين المدارس وفق رؤية فريق المدرسة”، و”التعليم وغرس مفاهيم التدريس والتعلم الحقيقيين”، و”دور البيانات في رسم معالم مستقبل التعليم”، وغيرها.
وتستقطب القمة، التي تستمر لمدة يومين، جمعا من المعلمين، وصنّاع القرار، والأكاديميين، والباحثين، وصّناع السياسات، ومطوري المناهج التعليمية لمناقشة والاطلاع على أحدث البحوث التي تتناول مستقبل التعليم في الشرق الأوسط والسياسات التي يجب تطبيقها في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة.
حضر افتتاح القمة والجولة، بجانب صاحب السمو حاكم الشارقة كل من الدكتور سعيد مصبح الكعبي رئيس مجلس الشارقة للتعليم، وعمر بن حريمل الشامسي رئيس دائرة الموارد البشرية، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وعدد من المسؤولين وأعضاء مجلس أمناء أكاديمية الشارقة للتعليم، والمتخصصين في التربية والتعليم من داخل وخارج الدولة.