حاكم الشارقة يشهد الملتقى الدولي الأول لمعلمي اللغة العربية
السبت، ٢٥ يونيو
أعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة عن إطلاق الدفعة الثانية من برنامج “معلم وأفتخر” في أكاديمية الشارقة للتعليم في مجال الطفولة المبكرة والحلقة الأولى في التدريس، لصلته الوثيقة ببناء اللغة والثقافة عند الأبناء والبنات.
جاء ذلك خلال كلمة سموه التي ألقاها صباح اليوم في حفل افتتاح الملتقى الدولي الأول لمعلمي اللغة العربية والذي تنظمه أكاديمية الشارقة للتعليم في مقرها تحت شعار “العربية مستقبل وهوية” بالتعاون مع هيئة الشارقة للتعليم الخاص.
وأكد صاحب السمو حاكم الشارقة، خلال كلمته أهمية الحرص على تعليم اللغة العربية للأبناء والبنات، وتطوير أساليب تدريسها وتحبيبها للطلبة، لأنها المخزون التاريخي والثقافي والعلمي لهم، بالإضافة لكونها لغة القرآن الكريم.
وبيّن سموه أهمية اللغة العربية والمحافظة عليها لارتباطها الوثيق بالدين والتاريخ والثقافة وانتماء المجتمع، قائلاً سموه // اللغة العربية هي انتمائنا لهذا الدين القيّم، اللغة العربية هي مخزون تاريخنا وثقافتنا وعلمنا، اللغة العربية هي التي تثبت إيماننا بديننا، واللغة العربية هي التي توحدنا من أقصى الشرق الى أقصى الغرب بلسانٍ عربي مبين.
وتناول سموه أسباب الاهتمام بتعليم اللغة العربية للنشء منذ الصغر لأنهم الأجيال المقبلة، وبها سيحافظون على دينهم وعباداتهم وثقافتهم، مؤكداً سموه أهمية تضافر الجهود من كافة أفراد المجتمع لحماية اللغة العربية لأن في ذلك حمايةٌ للدين وللوجود.
ووجه سموه رسالة إلى المعلمين والمعلمات قائلاً: “إن أبنائنا وبناتنا أمانةٌ في أياديكم، فأحسنوا تربيتهم وعلموهم الحبّ للغة العربية”، مشيراً سموه إلى أهمية أن يكون المعلم والمعلمة على مستوى من الثقافة والأدب والعلم باللغة العربية وأساليبها، وأن يتفهموا أن الطفل صغيرٌ في السن ولا يعرف شيئاً من المعرفة، كما أن للبيئة المنزلية تأثيرا عليه، فيجب عليهم أن يحببّوا له تعلم اللغة العربية لأنها لغته.
وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة خلال كلمته إلى أهمية التفكر في المعاني والأساليب المتنوعة الموجودة في اللغة العربية، وخاصة في القرآن الكريم، حيث لا خلل ولا تكرار ولا نسخ فيها، ناصحاً سموه القارئ للقرآن الكريم بأن لا يتسرع ويتمعّن فيما تأتي به اللغة العربية مما يعجز الإتيان به ولو اجتمع علماء اللغة العربية، وهو مصدر الفخر بها لأنها كتب بها إيماننا، وقرآننا، ومخزون تراثنا وعلمنا.
وأكد سموه ضرورة اهتمام الآباء والأمهات وأولياء الأمور في البيت بمتابعة أبنائهم وبناتهم، والحرص على التحدث بطريقة صحيحة، مستذكراً سموه أيام طفولته حيث كان والد سموه يصحّح له الكلمات من اللهجة المحلية، وعندما سأله سموه بيّن له أن الكلام يجب أن يكون فيه فصاحةٌ، وهو ما يجب أن يكون عليه الآباء والأمهات بحيث يتابعون تطور تعلم أبنائهم وبناتهم ويعملوا على تقويم الأخطاء لديهم حتى يتقنوا اللغة العربية.
وعن التحدث باللهجة المحلية، قال سموه أنها لغة عربية ولو أن في بعض الحروف هناك تخفيفٌ وهي ما درجت عليه بعض قبائل العرب، ولا نثقل على الناس فنقول تحدثوا باللغة العربية الفصحى، ولكن نقول لهم تحدثوا بها، ولكن لا تدخلوا كلماتٍ أجنبية، لأن اللغة العربية ليس بها نقصٌ، ولن تجد أي اختراع أو علم حديث، ستجد هناك كلماتٌ تسدّ ذلك.
وضرب صاحب السمو حاكم الشارقة مثلاً بالذرّة، حيث قال الغرب أنها لا تنشطر، ولكنهم بعد ذلك شطروها بمنطق العلم، ولكن القرآن الكريم سبقهم إلى ذلك، مؤكداً سموه أن هذا هو سبب التمسك باللغة لعظمة ما بها من معطيات تتضمن كل ما مضى وما سيأتي.
واختتم سموه كلمته بتوصية الأبناء والبنات بأن يتعلموا اللغة العربية، العلم الصحيح وأن يثقوا بها فهي تحتوي على كل شيء، متمنياً سموه للمعلمين والمعلمات مستقبلاً زاهراً.
وكان الملتقى قد افتتح بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، تليت بعده آيات بينات من الذكر الحكيم، وألقت الدكتورة محدثة الهاشمي، رئيسة هيئة الشارقة للتعليم الخاص، كلمة رحبت فيها بحضور وتشريف صاحب السمو حاكم الشارقة لافتتاح الملتقى، مشيرةً إلى جهود سموه ومتابعته لتطوير تعليم وتدريس وتعلم اللغة العربية.
وقالت نجتمع اليوم من أجل اللغة العربية، لنؤكّد على أنّنا نجعل من ورشات هذا الملتقى مختبراً يعرض فيه المعلّمون فضلى المّمارسات في تعليم العربيّة، ونستقطب خلاصة هذه الممارسات في مدارس دوليّة تشاركنا هذا الملتقى، لنؤكد على أنّنا نجتمع من أجل الطّالب في صفّه، حيث أن هذا الملتقى يمثل حلقة وصلٍ تأخذ بيد المبدعين من معلّمينا وطلاّبنا لتحلّق بهم في آفاق التطوّر، ضمن خطةٍ استراتيجيةٍ محْكمةٍ لهيئة الشّارقة للتّعليم الخاص مسْتلهمةٍ من التوجيهات الكريمة والإشراف المباشر لصاحب السمو حاكم الشارقة للارتقاء باللغة العربيّة في الميدان التربويّ .
وتناولت في كلمتها العديد من البرامج التي أطلقتها هيئة الشارقة للتعليم الخاص لتطوير تعلم وتعليم اللغة العربية، قائلة “أهم هذه البرامج، برنامج “معلّمٌ وأفتخر” ضمن مشروع سلطان القاسميّ للتّوطين في القطاع الخاص، الذّي أطلق عام ألفين وتسعة عشر، وقدّم في دفعته الأولى للميدان التربويّ في القطاع الخاص معلّمين مدرّبين في تخصّصي اللغة العربيّة والتربية الإسلاميّة، باشروا جميعاً وظيفتهم كمعلّمين ومعلّماتٍ في ثلاثٍ وعشرين مدرسةً خاصةً في الشارقة، واليوم همْ في الميدان سفراء لهذا البرنامج يزرعون حبّ العربيّة والانتماء لها في قلوب أبنائنا الطلبة كما تفعل كلّ أسرتنا التربويّة .”
وأعلنت عن خطوةٍ غير مسْبوقةٍ تعمل من خلالها أكاديميّة الشّارقة للتعليم على تعريب دبلوم الدراسات العليا في التعليم المعد بالتعاون مع جامعة هلسنكي في فنلندا، لتضع علومه وفنونه بين يديّ معلّمي ومعلّمات العربيّة.
واختتمت رئيسة هيئة الشارقة للتعليم الخاص كلمتها بجملةٍ ملهمة لقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة من كتابها “رسائل جوهرية” تقول فيها سموها “إذا كان الطالب محْور عملية التعليم، والهدف الذي توجّه إليه جهود التعليم والتدريب والتوعية، فإنّ المعلم هو الموجّه المباشر للطالب ” والتي منها جاءت فكرة الملتقى.
وشاهد الحضور عرضاً مرئياً، قدم جزءاً من كلمة سابقةٍ لصاحب السمو حاكم الشارقة تحدث فيها سموه عن أهمية اللغة العربية، وجمال معانيها ومفرداتها، وأهمية تعلمها والاهتمام بها.
وألقى الدكتور خالد أبو عميشة، المدير الأكاديمي لمركز قاصد لتعليم اللغة العربية، كلمة بعنوان ” تحديات تعليم اللغة العربية في الواقع المعاصر، آفاقٌ وطموحٌ”، تناول فيها أهمية الجهود الكبيرة التي تعمل عليها إمارة الشارقة ببرامجها المتنوعة للارتقاء بتعليم اللغة العربية، مما يسهم بصورة كبيرة في تطوير مستويات العاملين في هذا المجال.
وأكد في حديثه، دور المعلم وأهمية الخروج عن الطرق التقليدية في التدريس عبر الإبداع في الوسائل وممارسات تجمع بين التعليم والمتعة والترغيب في تعلم اللغة، مشيراً إلى أهمية امتلاك معايير التدريب الجيد، وكيفية تعليم الدروس، وتوفير البيئة المناسبة للمتعلم، والتطبيق، والتربية المهنية المستدامة، ومقاربة التدريب بالاستراتيجيات.
وقدم الدكتور محمد صافي المستغانمي الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة كلمة بعنوان “دورنا في تعليم اللغة العربية” تناول فيها أهمية مثل هذه الملتقيات في التفكر والتعاون ودعم الجهود المشتركة لوضع الحلول التي تسهم في التمكين للغة العربية ولمتحدثيها في كل مكان.
وأشار إلى أن اللغة العربية شامخة وثابتة برغم المنافسة القوية للغات الأخرى، وذلك لما تملكه من خصائص ومزايا، مما يحتم علينا كتربويين ومعلمين أن نحبّبها إلى أبنائنا وبناتنا، ونحرص على تطوير طرائق تعليمهم لها وذلك للمحافظة عليها كونها تمثل انتماء وهوية المجتمع العربي.
واختتم الدكتور عيسى الحمادي، رئيس المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج العربية بالشارقة، كلمات ضيوف شرف الافتتاح، حيث ألقى كلمة بعنوان “دور معلمي العربية في تعزيز تعليم العربية”، أشار فيها إلى الجهود المتواصلة التي تقدمها الشارقة للارتقاء وتطوير مستويات تعلم وتعليم اللغة العربية للطلبة والمعلمين والمعلمات، وذلك عبر التعاون المستمر بين مختلف المؤسسات القائمة على أمر اللغة العربية.
واستعرض خلال كلمته الأعمال الكبيرة التي ظل يقدمها المركز لتطوير المناهج والمهارات الخاصة بإعداد المعلمين في مجال اللغة العربية، وذلك كمتطلبات تربوية مهمة تجعله قادراً على مواجهة التحديات وتقديم أفضل أداء يجعله يسهم في تطوير مهارات الطلبة وتدريبهم على التعلم والتعليم بأفضل الطرق والوسائل.
وفي نهاية حفل افتتاح الملتقى، حرص صاحب السمو حاكم الشارقة على التقاط الصور التذكارية مع مجموعة من المعلمات من الدفعة الأولى لبرنامج “معلم وأفتخر”، وتبادل معهم الأحاديث حول تجربتهم في التدريس والتعليم.
وكان صاحب السمو حاكم الشارقة قد استمع قبيل افتتاح الملتقى إلى إلقاءٍ شعري ونثري من مجموعة من طلاب وطالبات المدارس بالشارقة لعدد من القصائد المتنوعة التي تمجّد أهمية اللغة العربية وأثرها في التاريخ والثقافة والمعرفة، الى جانب جهود سموه في الحثّ على تعلم اللغة العربية والدعم اللامحدود الذي يقدمه سموه لمختلف برامج تعلمها وتعليمها.
حضر حفل الافتتاح معالي الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي وزير التربية والتعليم والدكتور سعيد مصبح الكعبي، رئيس مجلس الشارقة للتعليم، والدكتورة خولة عبد الرحمن الملا، رئيسة هيئة شؤون الأسرة، وعدد من المسؤولين والخبراء والتربويين.