سلطان القاسمي يشهد فعاليات الملتقى التعليمي الأول لأكاديمية الشارقة للتعليم

السبت، ٤ يونيو

شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح اليوم في أكاديمية الشارقة للتعليم انطلاق فعاليات الملتقى التعليمي الأول للأكاديمية الذي يقام تحت عنوان “مستقبل التعليم بين الفرص والتحديات”.

واطلع سموه قبل انطلاق الملتقى على عدد من المشروعات المبتكرة لطلبة مدارس الشارقة المتميزة حيث قدم أصحاب المشروعات شروحا مفصلة حول مشروعاتهم، واستمع سموه إلى ما تقدمه من حلول وابتكارات تدعم المنظومة العلمية أو التعليمية.

ثم بدأت فعاليات الملتقى بعرض مرئي حول مسيرة أكاديمية الشارقة للتعليم ومختلف انجازاتها من برامج وأنشطة ومبادرات رائدة بالإضافة إلى أعداد المستفيدين من الأنشطة وأبرز نتائجها.

وألقت الدكتورة جنين رومانو المديرة التنفيذية لأكاديمية الشارقة للتعليم كلمة أكدت فيها على أهمية الملتقى التعليمي الأول الذي تنظمه الأكاديمية انطلاقا من رسالتها الهامة في تأهيل المعلمين وتطوير المنظومة التعليمية.

وتناولت الدكتورة جنين رومانو البرامج التي يتضمنها الملتقى من خلال جلسات رئيسية وورش مصاحبة تتناول عددا من المحاور الهامة التي تساهم في دراسة البيئة التعليمية والمساعدة في تهيئتها لمستقبل أفضل.

ثم ألقت الدكتور محدثة الهاشمي رئيسة أكاديمية الشارقة للتعليم رئيسة هيئة الشارقة للتعليم الخاص كلمة تناولت فيها تجربة التعليم الخاص في إمارة الشارقة خلال الجائحة والعمل على التحول نحو استدامة التعليم ونحو مدارس أكثر مرونة وقدرة على مواكبة جميع المستجدات والمتغيرات.

وأوضحت الهاشمي المراحل التي مرت بها المدارس الخاصة خلال الجائحة واجراءات التكيف والتعامل معها مشيرة إلى مراحل التحول الرقميّ التّي تمر بها المدارس خلال فترة الأزمات هي نفسها التي طبقتها إمارة الشارقة وأسهمت في تجاوز الأزمة بنجاح.

وتحدث الدكتور بول لومايو نائب الرئيس الأول لمؤسسة كارنيجي لتطوير التعليم خلال حفل الافتتاح حول تاريخ مؤسسة كارنيجي في تطوير التعليم عبر الاهتمام بالأفكار الإبداعية وتطويرها وتعزيزها، وقدم عدداً من الأمثلة على أعمال المؤسسة التي تهتم بالعمل على نطاقات واسعة تستهدف أركان العملية التعليمة وجوانبها المتنوعة مثل جمعيات التأمين للمعلمين، والتعليم الطبي، والتصنيفات الخاصة التي تقوم بها المؤسسة، والمنح التدريسية، وتعزيز دور العلوم المتطورة لمقابلة تحديات وتطورات التعليم.

وأوضح الدكتور بول لومايو أهمية عمليات البحث عن الأسباب حول مستوى المنظومة التعلمية ووضع الاستراتيجيات والنظريات لتطويرها مشيراً إلى أهمية استقاء الأفكار من البيئة ذاتها حيث أن بعض الحلول لا تتناسب مع البيئات المختلفة عنها.

وألقى الدكتور أنطوني بريك الرئيس السابق لمؤسسة كارنيجي لتطوير التعليم كلمة تحدث فيها عن تجربته في عملية تطوير التعليم في شيكاغو من خلال العمل على معرفة وفهم أسباب تدني المستوى في البيئة التعليمية واجراء أبحاث ووضع المقترحات لتطويرها حتى وصلت منظومة التعليم إلى المستوى المتقدم في كافة المراحل التعليمية.

وتناول الدكتور أنطوني بريك إحصائيات ومؤشرات نمو المستوى التعليمي التي شارك بها كافة أطراف المنظومة التعليمية من معلمين وطلبة وأولياء الأمور وأشار إلى المبادئ والمسارات الأساسية للتطوير، وهي التركيز على المشكلة والمستفيد، والاهتمام بالتباين والفروقات، ورؤية وتطبيق النظام، والتنظيم في شكل وحدات تعلم مجتمعية، والتعلم عبر الاستفهام والاستفسار، والاهتمام بالإدارة.

وعبر الاتصال المرئي عن بعد تحدث الدكتور تيموثي نولز رئيس مؤسسة كارنيجي لتطوير التعليم حول مستقبل التعليم وإعادة بنائه من داخل الغرفة الصفية، مشيراً إلى أهمية دور الآباء والأمهات في تحفيز وتحسين بيئة التعلم للأطفال، إلى جانب دور المعلم والقيادات التربوية في تحسين عمليات التدريس والتعليم.

وقدم الدكتور تيموثي نولز خلال كلمته الشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على رعاية سموه المتواصلة للتعليم في الإمارة، وتشجيع العاملين فيه على تبني أحدث وأفضل المناهج الحديثة لتطوير البيئة المدرسية لفائدة المتلقين من الطلبة والطالبات، مؤكدا أهمية التعاون في تطبيق أفضل طرائق التدريس ووضع الحلول للتحديات وتطوير أنظمة التعليم بما يتناسب مع قدرات المتعلمين.

واختتم نولز كلمته بالإشارة إلى عدد من البرامج والتطبيقات الحديثة التي تعمل على تحسين التعليم وتطويره مثل الأبحاث والدراسات العلمية المستمرة، وتطور قدرات القيادات المدرسية، والاستفادة من كافة العلوم واقتصاديات التعليم وطرق الإدارة والتنظيم، وذلك لبناء رؤية جديدة وواضحة للقفز بنتائج التعلم إلى الأمام بصورة ملحوظة عبر التركيز على الجهود المتكاملة والمعرفة الجماعية والمهارات لكل أركان العملية التعليمية والتدريسية.

وكان للطالب عبدالله الكعبي من مدرسة فيكتوريا الدولية في منطقة مليحة كلمة قدم فيها الشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على دعمه لأبنائه الطلبة وتوفير أفضل المدارس ووسائل التعليم في إمارة الشارقة.

وتحدث الكعبي عن تجربته في مدرسة فيكتوريا الدولية والأساليب التعليمية المتنوعة التي ساهمت في تطوير مهاراته المتنوعة مثل الكتابة والقراءة.

كما ألقى الطالب أحمد المرزوقي من مدرسة الشارقة الأمريكية الدولية كلمة تحدث خلالها عن تجربته في أكاديمية الشارقة للتعليم من خلال الدورات التدريبية والتي أثرت من معارفه وتجربته وفق معايير علمية ومهنية عالية.

وأعرب المرزوقي عن شكره لصاحب السمو حاكم الشارقة على الفرص التعليمية الرائدة التي وفرها لأبنائه في المؤسسات التعليمية المتنوعة ودعمه المتواصل لها بما يرتقي بمستوى طلبتها.

ويناقش الملتقى عدة محاور رئيسية هي: الجودة والتقدم في التعليم: معالجة الفجوات، و‏ المكونات الرئيسية للإبداع والابتكار لبناء مستقبل التعليم، و‏ مجتمعات التعلم من أجل التحسين المستدام، و‏ إعادة هيكلة التعليم وسياساته بعد الجائحة،‏ وجودة ورعاية الطلاب والتحديات التعليمية بعد الجائحة.

ويشارك في الملتقى أكثر من 30 مؤسسة تعليمية رائدة وجامعة عريقة بما فيها جامعة هلسنكي، وجامعة موناش، وجامعة هارفارد، والبكالوريا الدولية، ومؤسسات التطوير المدرسي ومنها أيسر المجلس الأسترالي للبحوث التربوية، وكامبريدج، ومجموعة من المدارس المتميزة في الإمارات، وأكثر من 200 خبير تطوير وقيادي تربوي.

ودشن صاحب السمو حاكم الشارقة خلال حفل الملتقى منصة الشارقة التعليمية وهي المنصة الرقمية الحديثة لأكاديمية الشارقة للتعليم، والتي توفر الكثير من المميزات والخصائص التعليمية بما يدعم التحول الرقمي واستفادة المتعلمين من خدماتها بشكل أكبر في كافة مناطقهم.

وعلى هامش الملتقى شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي توقيع اتفاقية تعاون بين أكاديمية الشارقة للتعليم ومؤسسة كارنيجي لتطوير التعليم، وقعها كل من الدكتورة محدثة الهاشمي رئيسة أكاديمية الشارقة للتعليم والدكتور بول لومايو نائب الرئيس الأول لمؤسسة كارنيجي.

وتهدف الاتفاقية للتعاون في عدد من المجالات منها: العمل المشترك في منهجيات تحسين المدارس المناسبة لبيئة أكاديمية الشارقة للتعليم، وإمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى الانخراط في استراتيجيات تعمل على تعزيز استخدام علوم التحسين التعليم الشبكي من خلال تكييف منهجياتها مع الرسالة التعليمية وأهداف إمارة الشارقة، وتيسير أنشطة المشاركة لتعزيز ممارسات التعليم والتعلم والتقييم في المدارس. كما تهدف الاتفاقية إلى تطوير قدرات أعضاء هيئة التدريس في الأكاديمية لتعزيز فهم واستخدام المبادئ والمنهجيات والعمليات والأدوات الرئيسية لتحسين التعليم عبر إعداد التربويين للعمل في المدارس بإمارة الشارقة.

حضر فعاليات الملتقى معالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وعدد من المسؤولين التربويين والمهتمين والمشاركين.