الاحتفال بالإنجاز:
رحلة النمو والتمكين في التعليم
شكّل حفل التخرج الذي أقيم مؤخرًا في قاعة المدينة الجامعية إنجازاً هاماً حيث احتفلت أكاديمية الشارقة للتعليم بتخريج خمس دفعات من تخصصات ماجستير المعلم القيادي، ودبلوم الدراسات العليا في التعليم، وبرامج الشهادة التخصصية في التربية للطفولة المبكرة. وقد شهد الحفل هذا العام نمواً ملحوظاً في عدد الخريجين والذي بلغ 535 خريجاً مقارنة بـ 32 خريج في العام الماضي.
كست مراسم التخرج مشاعر البهجة والفخر عاكسة شعور طلابنا بإنجازهم، ومثلت تلاوة قسم المعلم، إحدى أبرز لحظات الحفل والتي أضفت لمسة معنوية على المراسم معززة العلاقة بين الخريجين وأعضاء هيئة التدريس.
نتقدم بأحر التهاني والتبريكات لجميع خريجينا آملين أن نكون مصدر إلهام وتحفيز لكل المعلمين الطموحين والممارسين على حد سواء، لتحسين ممارساتهم التعليمية باستمرار ليصبحوا معلمين أكثر فعالية.
تبني مهارات القرن الحادي والعشرين
يعد تزويد طلابنا بالأدوات اللازمة لتحقيق التفوق في مجال التعليم المتطور باستمرار أحد الأهداف الأساسية لبرامجنا، نظراً لأهمية مهارات القرن الحادي والعشرين في إعداد الطلاب لمواجهة تحديات المستقبل واغتنام فرصه. مر خريجونا برحلة تحوليّة انتقلوا خلالها من النظرية إلى التطبيق، وبرزوا كمعلمين بارعين من خلال دمج هذه المهارات في منهجيات التدريس الخاصة بهم. ومن هذا المنطلق، نحرص في الأكاديمية على تحديث الممارسات التربوية لطلابنا بصفتهم معلمين مستقبليين أو حاليين، لضمان تعزيز تفكيرهم النقدي وقدراتهم الإبداعية والتعاونية ومهاراتهم في التواصل.
تشكيل أساليب التربية والتعليم
تركز برامجنا بشكل أساسي على تشكيل أساليب التربية والتعليم. حيث اكتسب خريجونا رؤى قيمة حول استراتيجيات التدريس المختلفة، ونظريات التعلم، ومنهجيات التعليم، واستطاعوا من خلالها استكشاف أسلوبهم الفريد في التدريس بما يتماشى مع شخصياتهم، ونقاط قوتهم، واحتياجات طلابهم. وبصفتنا معلمين طموحين يجب أن نواصل رحلة اكتشاف الذات هذه متأملين في ممارساتنا التدريسية وباحثين عن التغذية الراجعة لتحسين أساليبنا التدريسية، وتأسيس بيئات تعليمية جذابة وشاملة تلهم طلابنا وتعزز حبهم للتعلم.
تبني التقييم من أجل التعلّم
تتبنى برامجنا أيضًا التقييم من أجل التعلم، حيث تعلم خريجونا استخدام مجموعة واسعة من أساليب التقييم التي تعزز التغذية الراجعة الهادفة وتسهل نمو الطلاب. لا ينبغي أن تقتصر التقييمات على قياس الأداء الأكاديمي فحسب، بل يجب أن تشمل أيضًا فهمًا شاملاً لنقاط القوة والضعف والتقدم لدى الطلبة. يمكن للمعلمين تمكين طلابهم من تحمل مسؤولية تعليمهم من خلال تبني استراتيجيات التقييم التكويني، وتقديم تغذية راجعة بناءة، وإشراك الطلاب في عملية التعلم الخاصة بهم.
منح الأولوية لرفاهية الطلاب
في سعينا نحو التفوق الأكاديمي يجب ألا نتجاهل رفاهية الطلاب. اكتسب خريجونا فهمًا عميقًا لأهمية خلق بيئة صفية آمنة وداعمة تعزز الرفاهية العاطفية. وتعلموا كيفية التعرف على الاحتياجات المتنوعة لطلابهم وتلبيتها، وتعزيز الانتماء وضمان سماع صوت كل طفل. تعد رفاهية الطلاب النفسية، وتعليمهم المرونة، وغرس حب التعلم مدى الحياة فيهم من أولوياتنا كمعلمين.
التدريس ليس مجرد مهنة، بل هو فرصة لإلهام طلابنا وتمكينهم وإيقاظ عقولهم وقلوبهم. لا تستهينوا أبدًا بالتأثير العميق الذي يمكنكم إحداثه في حياتهم والعالم الذي سيشكلونه. اسعوا جاهدين لإبراز أقصى إمكاناتكم كمعلمين.
“باعتبارنا معلمين، تقع على عاتقنا مسؤولية إعطاء الأولوية للصحة العقلية للطلاب، وتعليمهم المرونة، وغرس حب التعلم مدى الحياة فيهم.”
إلى جميع الطلاب الجدد الذين سيبدؤون في هذه الرحلة الرائعة ليصبحوا معلمين، نقدم التوصيات التالية:
تبنوا ثقافة التعلم مدى الحياة: التعليم مجال ديناميكي يتطور باستمرار مع الأبحاث والممارسات الجديدة، لذا ابقوا فضوليين، وابحثوا عن فرص التطوير المهني، والتزموا بالتعلم المستمر.
عززوا عقلية النمو: احتضنوا التحديات والمشكلات واعتبروها فرصاً للنمو، وشجعوا طلابكم على فعل الشيء نفسه، لتعززها من قدرتهم على المثابرة وبناء موقف إيجابي تجاه التعلم.
تأملوا في ممارساتكم: تأملوا بانتظام في ممارساتكم التعليمية، وابحثوا عن التغذية الراجعة وحددوا مجالات التحسين. واحرصوا على تبني ثقافة التأمل الذاتي والتطوير المستمر، واسعوا دائمًا لتكونوا أفضل نسخة من أنفسكم كمعلمين.
تبنوا الابتكار: كونوا منفتحين على الأفكار الجديدة والتقنيات وطرق التدريس المبتكرة، واستغلوا إمكانيات التكنولوجيا التعليمية لتعزيز تفاعل الطلاب وتحسين نتائج التعلم.
يمثل تخرج دفعتنا الثانية علامة فارقة في رحلتنا نحو تمكين معلمين متميزين للقرن الحادي والعشرين. نقدم أحر التهاني لخريجينا الذين واجهوا تحديات وتحولات هذا البرنامج بتفانٍ لا يتزعزع.
إلى طلابنا الجدد، انطلقوا في هذه الرحلة التحوليّة بدافعية وشغف والتزام بالتميز. معًا، سنشكل مستقبل التعليم، ونعزز الجيل القادم من المتعلمين والقادة.
تعمل د. هبة نسيبة أستاذاً مساعداً في دبلوم الدراسات العليا في التعليم في أكاديمية الشارقة للتعليم. وتمتلك خبرة واسعة تمتد لأكثر من 15عاماً في التدريس في مجالات التعلم عن بعد، والتعلم وجهاً لوجه. حيث عملت في تدريس مساقات الدراسات العليا في “جامعة ولاية بنسلفانيا” في الولايات المتحدة الأميركية وفي الجامعة الأمريكية في فلسطين.
عملت د. نسيبة في بداية حياتها المهنية معلمةً في مدرسة التكنولوجيا في فلسطين، وكانت عضوة في فريق التطوير المدرسي لمناهج الرياضيات واللغة الإنجليزية والعلوم. كما أنشأت أيضاً مبادرة تعاونية لصفوف 9 و10 و11 مع مدرسين وطلبة من ولاية نيو مكسيكو في الولايات المتحدة لتعلم البرمجة عن بُعد.
عملت د. نسيبة أيضاً معلمةً في مشروع “شبكة المدارس النموذجية” الممول من قبل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، الذي أسهم في إعداد المعلمين لاستخدام التكنولوجيا، وتعزيز مهاراتهم في الحاسوب والمهارات التقنية.
كما درّست كمحاضر في أقسام تكنولوجيا المعلومات وإدارة الأعمال في جامعة القدس، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة جنوب فلوريدا. تمحورت أطروحتها حول تصورات أعضاء هيئة التدريس عن عملية الانتقال من التدريس وجهاً لوجه إلى التدريس عبر الإنترنت، حيث ركزت على تجربة التعلم عن بعد لأعضاء هيئة التدريس.